الصفحة الرئيسيةرأي

أشرف غني: مستقبل افغانستان سيحدده شعب وليس شخص يحلم

وقال مسؤولون حكوميون إن الرئيس غني غادر البلاد بعد ساعات من دخول طالبان العاصمة. ولم يتضح بعد إلى أين يتجه أو كيف سيتم نقل السلطة.

أتت الانتخابات بغني أول مرة في عام 2014، وتولى المنصب خلفا لحامد كرزاي الذي قاد أفغانستان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.

وأشرف غني على انتهاء المهمة القتالية الأميركية والانسحاب شبه الكامل للقوات الأجنبية من البلاد، وكذلك على عملية سلام متعثرة مع حركة طالبان

بذل غني جهودا لجعل إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 عاما على رأس أولوياته، على الرغم من استمرار هجمات طالبان على حكومته وعلى قوات الأمن، وبدأ العام الماضي محادثات سلام مع الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

ومع ذلك، فإن طالبان لم تقبل أبدا بغني، المعروف بتقلب مزاجه مع ميله للتفكير بعمق، ولم تحرز محادثات السلام تقدما يُذكر.

شعرت الحكومات الأجنبية بالإحباط بسبب بطء تقدم المحادثات، وزادت الدعوات المطالبة بتشكيل حكومة مؤقتة لتحل محل إدارته.

وخلال فترة رئاسته، تمكن غني من تعيين جيل جديد من الشبان الأفغان المتعلمين في مناصب قيادية في وقت كانت مفاصل السلطة في البلاد تسيطر عليها حفنة من شخصيات النخبة وشبكات المحسوبية.

وتعهد بمحاربة الفساد المستشري وإصلاح الاقتصاد المعطل وتحويل البلاد إلى مركز تجاري إقليمي بين وسط وجنوب آسيا، لكنه لم يتمكن من الوفاء بمعظم هذه الوعود.

أشرف غني، عالم أنثربولوجيا تلقى تعليمه وتدريبه في الولايات المتحدة ويحمل أيضا شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا في نيويورك وحظي بلقب أحد «أبرز مئة مفكر في العالم» من مجلة (فورين بوليسي) في 2010. وكان طريقه للوصول للرئاسة وعرا.

قضى غني تقريبا ربع قرن خارج أفغانستان خلال عقود مضطربة من الحكم السوفيتي والحرب الأهلية وحكم طالبان.

وخلال تلك الفترة، عمل أستاذا في الولايات المتحدة وعمل بعدها في البنك الدولي والأمم المتحدة في أنحاء شرق وجنوب آسيا.

وخلال أشهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان، استقال من مناصبه الدولية وعاد إلى كابول ليصبح مستشارا كبيرا للرئيس المعين حديثا وقتها كرزاي.

وأصبح وزيرا للمالية في أفغانستان في 2002 لكنه اختلف مع كرزاي. وعين في 2004 مستشارا لجامعة كابول، كما أقام مؤسسة بحثية مقرها واشنطن عملت على سياسات تهدف لتمكين بعض أفقر شعوب العالم.

وفي 2009 ترشح غني، المنتمي لعرقية البشتون التي تشكل الأغلبية في البلاد مثل كرزاي، لخوض سباق الرئاسة لكنه جاء في المركز الرابع ولم يحصل سوى على أربعة بالمئة فقط من الأصوات على مستوى البلاد.

وواصل العمل في أدوار مهمة في أفغانستان شملت رئاسته هيئة تشرف على انتقال المهام الأمنية من حلف شمال الأطلسي للأفغان.

ولأن الدستور الأفغاني منع كرزاي من الترشح لولاية ثالثة، دشن غني حملة انتخابية ثانية ناجحة في 2014 كما أعيد انتخابه في 2019.

لكن علاقته بواشنطن وعواصم غربية أخرى لم تكن سلسة.

إذ كان منتقدا مفوها لما وصفه بالمساعدات الدولية المهدرة في أفغانستان وعادة لم تتفق رؤيته مع رؤية الغرب للاستراتيجية الأفغانية خاصة فيما يتعلق ببحث تسريع وتيرة عملية السلام البطيئة والصعبة مع طالبان.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قال غني «المستقبل سيحدده شعب أفغانستان وليس بيد شخص يجلس وراء مكتب وهو يحلم».

arArabic