الصفحة الرئيسيةتعليم ـ جامعة

نصف الطلبة يغادرون الجامعة بدون دبلوم ..والمخطط الجديد يعمل للحد من الظاهرة

أكد الوزير ميراوي خلال عرض قدمه أمام المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، شهر يناير الجاري، أن منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تواجه مجموعة من التحديات أبرزها “تسجيل معدل مقلق للهدر الجامعي” مسجلا أن “50 بالمائة من الشباب يغادرون الجامعة دون الحصول على دبلوم”.

التوجيه و”عائق اللغة”

قال محمد الطاهري، مدير التعليم العالي والتنمية البيداغوجية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إن ظاهرة الهدر الجامعي التي أشار إليها الوزير تهم أساسا الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، وخصوصا على مستوى الإجازات الأساسية؛ ويكون الولوج إلى هذه المؤسسات مفتوحا لجميع التلاميذ الحاصلين على شهادة البكالوريا شريطة أن تتناسب شعبة البكالوريا المحصل عليها مع مسلك الإجازة المطلوب.

وأوضح الطاهري في تصريح  صحفي، أن غياب التوجيه السليم يبقى عنصرا مهما في ظاهرة الهدر الجامعي، مضيفا أن نسبة كبيرة من الطلبة يلتحقون بجامعات الاستقطاب المفتوح بعد تعذّر التحاقهم بالمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود بسبب معدل شهادة الباكالوريا.

وتابع أن “عائق اللغة” يلعب كذلك دورا هاما في هذه الظاهرة، لكون أغلب التخصصات العلمية تدرّس باللغة الفرنسية، مما يجعل الطالبة ذوي المستوى المتوسط في اللغة الفرنسية يختارون تخصصات تدرّس باللغة العربية رُغم عدم تماشيها مع توجهاتهم، وهذا ما يجعل كثيرا منهم يغادرون الجامعة دون الحصول على دبلوم.

وأبرز الطاهري أن الأسباب السالفة الذكر تساهم بشكل مباشر في تسجيل اكتظاظ بمؤسسات الاستقطاب المفتوح، مما يؤثر على مستوى التأطير البيداغوجي للطلبة الدارسين، الذي يبلغ معدلا ازيد من 120 طالبا لكل أستاذ، مقابل 40 طالبا للأستاذ الواحد في مؤسسات الاستقطاب المحدود.

مخطط للحد من الظاهرة

وبخصوص التدابير المتّخذة للحد من ظاهرة الهدر الجامعي أكد مدير التعليم العالي والتنمية البيداغوجية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أنه يتم الاشتغال ضمن “المخطط الوطني لتسريع تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي” على معالجة الأسباب التي تم تشخيصها.

وأورد أنه يتم العمل على إعداد منصة مشتركة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لمساعدة الطلبة في عملية التوجيه؛ بناء على اختياراتهم مع مراعاة المؤهلات التي يتوفرون عليها، عبر الرجوع إلى معدلات الباكالوريا مع الاطلاع على النقاط المحصل عليها في المواد المدرسة، “لكي نوفر لهم شروط النجاء”.

وبخصوص “عائق اللغة” أفاد الطاهري أنه يتم الاشتغال ضمن مخطط الوزارة على اعتماد تدريس اللغات كمادة أساسية في سلك الإجازة لتعزيز قدرات الطلبة في هذا المجال، إضافة إلى مواصلة التنسيق مع وزارة التربية الوطنية في السياق ذاته.

وأبرز أن المخطط الجديد، الذي سيُشرع في تنزيله تدريجيا ابتداء من الموسم الجامعي القادم، يستلهم نموذج الجامعة الدولي من خلال فتح الباب للتعلم مدى الحياة، مبرزا أن هذا الإجراء سيجعل باب التعلم مفتوحا دون اشتراط الباكالوريا الجديدة أو سن معينة، مما سيمنح دينامية جديدة للولوج إلى التكوينات.

ويجعل المخطط الجديد، وفق الطاهري، الرقمنة في صلب العملية عبر التركيز بشكل خاص على تطوير مهارات الشباب اللازمة لتعزيز قابلية تشغيلهم، وتعزيز قدرتهم على التأقلم مع التحولات التي يشهدها سوق الشغل.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن من شأن هذه الإجراءات الحد من الهدر الجامعي من خلال توجيه الطلبة للشعب والمسالك التي تناسب قدراتهم، بشكل سيضمن توزيعهم بشكل متساوي على المؤسسات الجامعية لتفادي الاكتظاظ، مما سيعزز من جودة التأطير البيداغوجي.

وتهدف الوزارة من ذلك إلى تكوين خرّيجين متمكنين من المهارات التقنية واللغوية والسلوكية التي تساعدهم على التكيف مع متغيرات سوق الشغل بالنسبة للحاصلين على الإجازة. وأن يكون الحاصلون على الماستر خبراء في مجالهم ويتمتعون بالفكر النقدي والابتكار اللازمين لتعزيز القدرات التنافسية للنسيج الإنتاجي.

وبالنسبة للدكتوراه تطمح الوزارة لتكوين جيل جديد من الطلبة والأساتذة الباحثين وفق المعايير الدولية، يكونون قادرين على الانخراط في المشاريع ذات الصلة بالأولويات الوطنية.

arArabic