الصفحة الرئيسيةمنوعات

لماذا ازداد عدد الزلازل … وهل هناك ارتباط بينها؟

بعد أقل من أسبوعين من الزلزال المأساوي الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص في تركيا وسوريا، وقعت هزة جديدة في نيوزيلندا.

وضرب الزلزال “المحسوس على نطاق واسع” يوم الأربعاء، بقوة نحو 6 درجات، جزيرتي نيوزيلندا، على الرغم من أنه لحسن الحظ لم ترد تقارير فورية عن حدوث أضرار أو إصابات.

وتحدث الزلازل طوال الوقت، بدءا من الزلازل الصغيرة جدا بحيث لا يمكن حتى ملاحظتها إلى الزلازل المدمرة الشديدة التي تؤدي إلى آلاف القتلى.

لكن حدوثها بعد الكارثة بوقت قصير في تركيا وسوريا يطرح السؤال – هل يمكن ربط بعضها ببعض؟.

هنا، يلقي موقع MailOnline نظرة فاحصة على الحدث وما إذا كان مرتبطا بالزلزال الكارثي الأسبوع الماضي.

ماذا حدث؟

كان مركز زلزال الأربعاء مضيق كوك، وهو الجسم المائي الذي يفصل بين الجزر الشمالية والجنوبية لنيوزيلندا.

وضرب على عمق حوالي 50 ميلا (74 كيلومترا)، وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكي، في الساعة 7.38 مساء بالتوقيت المحلي (6:38 صباحا بتوقيت غرينتش).

وشعر شاهد بهزة قوية استمرت عدة ثوان في العاصمة ويلينغتون، بحسب رويترز.

وقالت GeoNet، وهي وكالة تراقب المخاطر الجيولوجية، إنها تلقت أكثر من 61 ألف تقرير من أشخاص شعروا بصدمة.

لحسن الحظ، قالت GeoNet “ليس من المتوقع حدوث تسونامي”، والتسونامي يمكن أن يحدث عندما يكون مركز الزلزال بعيدا عن اليابسة في عرض البحر أو المحيط.

ويأتي ذلك بعد أن تسبب إعصار غابرييل في أضرار جسيمة في أنحاء الجزيرة الشمالية هذا الأسبوع، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وتشريد أكثر من 10 آلاف شخص وإلحاق أضرار واسعة النطاق.

ما الذي يسبب الزلازل؟

من المعروف أن الزلازل تحدث عندما تلتصق صفيحتان تكتونيتان تنزلقان في اتجاهين متعاكسين ثم تنزلقان فجأة بفعل ضغط الطاقة المتراكمة وتوقها إلى التفريغ والإفراج عنها.

وتقع نيوزيلندا على الحد الفاصل بين صفيحتين تكتونيتين، الصفيحة الأسترالية وصفيحة المحيط الهادئ، على الرغم من أن الجار الأكبر أستراليا البعيد عن الحدود لديه هزات أقل حدة.

وقالت الدكتورة جيسيكا جونسون، عالمة الجيوفيزياء بجامعة إيست أنجليا، لـ MailOnline: “تتكون القشرة الأرضية من صفائح تكتونية يتحرك بعضها بالنسبة لبعض. وعند حدود هذه الصفائح، يمكن أن تتراكم الصخور التي يتحرك بعضها على بعض وتسبب هذه الحركة الاحتكاك والانزلاق المفاجئ، ما يؤدي إلى حدوث زلزال”.

وتحدث الزلازل الشديدة عادة فوق خطوط الصدع حيث تلتقي الصفائح التكتونية، لكن الهزات الطفيفة يمكن أن تحدث في منتصف هذه الصفائح.

وغالبا ما تتبع الزلازل هزات إضافية، تسمى الهزات الارتدادية، والتي عادة ما تكون أصغر من الصدمة الرئيسية ولكنها لا تزال مدمرة أو مميتة.

ومع ذلك، تحدث الهزات الارتدادية في نفس المنطقة عموما، لذا فإن زلزال نيوزيلندا حدث مختلف تماما.

هل الزلزالان مرتبطان؟

قالت جونسون إنه لا توجد صلة بين زلزال نيوزيلندا وزلزال تركيا وسوريا وأنهما “غير مرتبطين”. وهذا جزئيا لأن المنطقتين بعيدتان جدا إحداها عن الأخرى – حوالي 10000 ميل – وهو ما يتجاوز فئة الهزات الارتدادية.

وقالت لـ MailOnline: “في المناطق النشطة تكتونيا، تحدث الزلازل الصغيرة بشكل متكرر جدا، وغالبا ما لا يتم الشعور بها. ومع ذلك، عندما يكون الزلزال أكبر وأقرب إلى السطح، يمكن الشعور بالاهتزاز ويسبب الضرر. وعندما يحدث زلزال، يمكن أن ينقل الضغط إلى فوالق أخرى قريبة ويجعل هذه الفوالق أكثر أو أقل عرضة للفشل. ومع ذلك، فإن الفوالق في نيوزيلندا وتركيا بعيدة جدا بحيث لا تؤثر هذه الضغوط بعضها على بعض”.

وبالمثل، قال ديفيد روثري، أستاذ علوم الأرض الكوكبية في الجامعة المفتوحة، لـ MailOnline: “لا يوجد زلزال في نيوزيلندا يمكن أن يكون نتيجة لزلزال في تركيا”.

ووفقا لعالم الجيولوجيا البريطاني روجر موسون، فإن الزلازل “أكبر بكثير مما يدركه معظم الناس”.

وقال موسون: “لم أكن لأقول إنه كان هناك الكثير بشكل خاص في الوقت الحالي، باستثناء كل الهزات الارتدادية في تركيا”.

ووفقا للمركز الوطني لمعلومات الزلازل، هناك حوالي 20000 زلزال حول العالم كل عام، أو ما يقرب من 55 زلزالا يوميا، على الرغم من وجود حوالي 16 زلزالا كبيرا فقط كل عام.

في الولايات المتحدة، يوجد في كاليفورنيا المزيد من الزلازل التي تسبب أضرارا أكثر مما في أي ولاية أخرى، على الرغم من وجود زلازل في ولايات الغرب الأوسط والشرق أيضا. وكاليفورنيا هي مجرد موقع عالمي واحد يقع على طول ما يسمى بـ “حلقة النار” – وهو حزام طويل نشط زلزاليا حول حافة المحيط الهادئ.

وفي مكان ما ما بين 80 إلى 90% من الزلازل في العالم تحدث على طول “حلقة النار”.

وتتعرض كاليفورنيا للزلازل لأنها تقع على صدع سان أندرياس، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان معا.

ويمتد صدع سان أندرياس ما يقرب من 750 ميلا عبر ولاية غرب الولايات المتحدة، مع صفيحة المحيط الهادئ على جانب وأخرى على الجانب الآخر.

وقالت جونسون لـ MailOnline: “هناك دائما فرصة لحدوث زلزال كبير آخر في مكان آخر (على سبيل المثال في الولايات المتحدة)، ولكن ليس أكثر أو أقل احتمالا بسبب هذه الزلازل”.

على الرغم من أنه من المعروف أن معظم الزلازل العالمية ستتركز عند حدود الصفيحة، إلا أنه لا توجد طريقة موثوقة للتنبؤ بدقة بوقتها وموقعها وحجمها. إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) مثل التعليم الآلي ليس مفيدا كثيرا لأن هذه التكنولوجيا تبحث عن أنماط للتوصل إلى استنتاجات.

ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع البشر من محاولة البحث عن أنماط في بيانات الزلازل لتكوين استنتاجات.

المصدر: ديلي ميل

arArabic