الصفحة الرئيسيةثقافة \ أبحاثملفات خاصة

جامعة ابن يوسف في مراكش .. لمن يشكك في هويتها وموقعها العلمي

ذ. محمد الطوكي / كلية الآداب مراكش

عندما نغمض أعين الموتى، فإنهم يفتحون أعيننا

من باب الاعتراف بالجميل؛ أكرر شكري لجمعية ابن يوسف للثقافة والتنمية والتضامن على حسن ظن أعضائها، الذين أبوا إلا أن يدرجوا اسم هذا الطالب المتواضع المزجى البضاعة ضمن قائمة مكرميهم، من خريجي هذه الجامعة التليدة التي سادت زهاء تسعة قرون وقدر الله لها وقضى أن تباد … ! .
وأرى في هذا الاحتفاء العلمي الرصين، الذي باركته وأغنته عروض هذه الثلة من الأكاديمين المتميزين، وساهم فيه وغطاه صحفيات وصحفيون ذوات وذوو كفاءة مهنية عالية، أقول أرى في هذه الندوة الجامعة بين الاحتفاء بمجلة ابن يوسف والتكريم مناسبة من بين أخر ممكنة، لاستثارة أقلام الباحثين لتناول تلك الأزمنة الجميلة التي تعلقت فيها جامعتنا اليوسفية في أيام عزتها بأقراط الثريا، وتصاعدت في سماء العلوم رايتها، تباهي بمعارفها سائر الجامعات التي عاصرتها. بما ساهمت به وبصمت به صرح الثقافة الإنسانية .


بعد هذه الديباجة التي يفرضها هذا المقام المفعم بمشاعر المحبة والوداد، أتقدم في البدء بين يدي كلمتي : جامعة ابن يوسف الرد على تحديات الإنكار والمحو ؛ المرتبطة ارتباطا وثيقا بشعار هذا اللقاء جامعة ابن يوسف الذاكرة والكتابة. قلت أتقدم منبها إلى أن حديثنا عن الإنكار المشار إليه في هذا العنوان. مؤطر زمنيا بثلاثينات وردح من أربعينات القرن الماضي، بينما تبتدئ مرحلة المحو بأواخر خمسينات نفس القرن ؛ لتنطلق معه مشاعر الحنين والمطالبة المراوحة بين الاحتشام والالحاح.
وإذا فما الذاكرة ؟ وما الكتابة ؟ ومتى تستثار الذاكرة لتعرب عن مكنونها بالخط والتدوين ؟
فما الذاكرة ؟
لن نتيه في تعريفات المدارس النفسية، وسنكتفي بتعريف واحد مبسط فنقول :
إنها مكون من مكونات الدماغ وهي تلك القدرة القائمة بالتسجيل والتخزين والقابلة لإحياء حالة شعورية مضت وانقضت مع العلم والتحقق بأنها جـــزء من حياتنا الماضية” (1).
والذاكرة أنواع منها الخاصة والعامة، والفطرية والاصطناعية والحادة والمترهلة، والفاعلة والمنفعلة، وسنقف عند هاتين الأخيرتين لأنهما من خلفيات بحثنا.
فالذاكرة المنفعلة هي التي تتوخى استحضار الواقع كما هو فهي بمثابة المرآة العاكسة. وهنا نتساءل عن التذكر الذي هو من هذا القبيل هل هو فعلا بريء ؟ أي تكرار بحت لماض تولى أم أن للماضي سلطة على الذاكرة يتسلل إلى وجدان المتذكر ليمزجه بجملة من الأحوال الانفعالية. (2)
أما الذاكرة الفاعلة: “فهي التي تستدعي الماضي قصد تدميره وتحويره وجعله أرضية بعيدة لنبض الحاضر. ففي هذا النوع من التذكر استرجاع وتخييل وتحوير”. (3) وتسخير للماضي لخدمة رؤيا فنية معينة.
بعد هذا التعريف الموجز للذاكرة أتساءل عن دلالة الكتابة.
فما الكتابة ؟ : من دلالتها اللغوية “التثبيت والإحكام. يقال كتب القربة والمزادة يكتبها كتبا إذا خرزها بسيرين حتى لا ينفذ أو يقطر منها شيء” (4).
ففي الكتابة تسجيل وبينة، فالأمور المهمة والخطيرة تكتب، وفي القرآن الكريم “إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه” سورة البقرة /281.
والكتابة وسيلة لنقل حمولة الذاكرة إلى الخارج. فللذاكرة أهمية سواء على مستوى الشعوب أو الأفراد. فالشعب الذي لا ذاكرة له ولا تاريخ هو شعب فاقد السيادة ومآله هو الانبهار والتبعية. ومقولة المركز والمحيط الاستعمارية موظفة لإلغاء ذاكرة الشعوب وتدجينها لتقبل الاستعمار.
فالأمة التي لها ذاكرة وتاريخ قد تعتريها عوامل الضعف فتخرج من التاريخ، ولكنها قابلة للعودة إليه بريادة، ولنا في الصين والهند وتركيا خير دليل (5).
ثم إن الذاكرة لا تجود بالمناسب من مخزونها إلا إذا توفرت دوافع الاستذكار والاسترجاع؛ ومنها الإنكار والمحو كما هو الشأن بالنسبة لموضوعنا.
أ- فدافع الإنكار:
إنكار أن تكون في مراكش جامعة، كان عاملا وحافزا مولدا لعمل العلامة رئيس الجامعة اليوسفية محمد بن عثمان (ت1945) الحامل لعنوان ” الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة” ألفه كتاريخ لنشأة الدراسة في الكلية اليوسفية منذ عهدها التأسيسي المرابطي إلى العصر العلوي. هذا المشروع أنجز منه الجزء الأول وطبع بالمطبعة الاقتصادية بالرباط سنة 1356هـ / 1937م (6).
وسنة النشر هذه تقع في نهاية مطاف مناقشة الإصلاح التربوي العظيم المعروف بالنظام، كما تقع في عز محاججة ابن عثمان لمنكري استئهال مراكش أن تكون لها جامعة.
يقول ابن عثمان : “كانت جامعتنا اليوسفية بالحضرة المراكشية ؛ أعز الله حماها وضاعف للمكرمات علاها، قد تعلقت في أيام عزها بأقراط الثريا، وتصاعدت في سماء العلوم رايتها تباهي بمعارفها سائر الجامعات ؛ بما قدمته للإنسانية من ترقية المدارك في عهد الدولتين المرابطية والموحدية ومن جاء بعدهما … إلا أنها اعترتها فترة كَبَا فيها جواد إبداعها، مما أضعف من مركزها العلمي كغيرها من سائر المعاهد العلمية في المغرب وهذه الفترة التي كَبا فيها جوادُها مهد لكثير ممن يضمرون لها السوء أن ينزلوا بها عن مكانتها السامية إلى مكانة تجعلها دون شقيقتها الأخرى –القرويين- استضعافا منهم لأبنائها” (7).
ويقول : “… وقد وقعت لنا محاورة في هذا الموضوع سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف هجرية، مع بعض الأساتذة الذين أنكروا أن يكون في مراكش علماء كعلماء فاس، وأن تكون فيها دروس صالحة لتثقيف الشباب وتكوينه تكوينا علميا، إلى غير ذلك مما وقعت المناظرة فيه مع الأستاذ الذي قد أنكر قبل ذلك في محاضرته أن يكون علماء حتى في فاس” (8).
ويقول : “لذلك حركتني تلك العاطفة وذلك الحلم نحو جامعة قد أمدتني بمعارفها في أول نشأتي العلمية بدروس أولية، رأيتها في الاعتبار كأهم عنصر أسِّسَتْ عليه ثقافتي الشخصية، فرأيت من البرور بها والإنصاف لأهلها التفكير في أطوارها العلمية وما قامت به نحو بني جلدتي من تقدم وتخريج. على أن لي مقصدا آخر في إحياء تلك الروح المعنوية في هذه الجامعة ؛ لتسترد مكانتها الأولى وتتصل بذلك حلقة الأحفاد بالجدود”. (9)
فهذا النوع من المحاججة جرى -كما قدمنا – في غضون تطبيق أعظم وأنجع إصلاح تربوي عرفته ثلاثينات القرن الماضي لغاية بداية الخمسينات وبالضبط سنة 1953 . وقد راهن على استضمار متلقيه لمقومات الوطنية. (إذ الوطنية شعور وسلوك وتطلع . فالشعور هو اعتزاز بالذات والأجداد، والسلوك هو الإيثار والتضحية، والتطلع هو طلب الحرية والتقدم والرفاهية) (10).
ولاغرابة إذا كان أبو بكرة هذا الإصلاح ومبدعه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس. وقد حرص جلالته على رعاية النظام ومتابعة تطبيقه ؛ حيث كان، رحمه الله، يعقد سنويا جلسة للمجلس العلمي الأعلى للقرويين والمعاهد الدينية. وهذا صحفي رسالة المغرب يصف جلسة من جلسات ذلك المجلس المنعقدة بتاريخ 8 نونبر سنة 1943ومن مجرياتها (… أن وقعت المصادقة على ملاحظة مدير ابن يوسف، فيما يرجع إلى القسم العالي الذي افتتح في هذه السنة 1943 وللزيادة في أجور الموظفين. وأخبر جناب المدير جلالته بأن بعض المحسنين بمراكش عزم على إنشاء مدرسة قرآنية، وقد حبس دارا لإنشاء المدرسة فيها، وريعا يغل نحو المائة ألف فرنك للإنفاق من ريعه عليها، وهو مستعد لتعزيزها بثانية إذا سوعد على ذلك ؛ فأمر جلالته معالي مندوب المعارف بمساعدته وشكره على هذا الإحسان العظيم) (11).
وبحسب هذا النقل الصحفي النابض بالحياة والمسجل لوقائع تلك الجلسة، تكون الجامعة اليوسفية قد استكملت مكوناتها في عهد رئاسة ابن عثمان ؛ بفتح القسم النهائي بشعبتيه الأدبية والشرعية وذلك في سنة 1943. وطبقا لذلك فسيتخرج أول فوج بشهادتها العلمية سنة 1945 ومن طلائعه عبد الله إبراهيم ومولاي الصديق العلوي.
فمن خلال هذه الفذلكة التي أوردنا في معرض دعوى الإنكار من جهة وإبطالها من جهة أخرى، نرى ابن عثمان قد حمل هم مشروع جامعة ابن يوسف لسنوات، وظل يناضل من أجله كتابة ومحاورة ومحاضرة إلى أن رأى النور وأتى أكله. وكان من أمانيه، أن ينسئ الله تبارك الله وتعالى في عمره ؛ فيحظى بمباركة الاحتفاء بأول فوج يجسد ثمرة مجهوده العلمي والوطني. إلا أن القضاء قد حَمَّ عليه، وكان ما كان مما لست أذكره من موت الفجاءة … ؟ !.

تعريفه بالجامعة اليوسفية على صعيد العالم العربي :
كان أمل ابن عثمان كبيرا في مستقبل الجامعة اليوسفية ؛ فلم يكن مقتصرا على تثبيت دعائم الجامعة في مراكش، وإحياء روحها المعنوية لتسترد مكانتها الأولى، بل كان من بواعث تأليف كتابه، وأهداف رحلاته الحجازية والعلمية تعريف العالم العربي بهذه الجامعة التي تُعد من بين أقدم الجامعات العالمية.
يقول : “إن كثيرا من إخواننا المشارقة – مصريين وحجازيين وغيرهم – إذا استفهموا عن الحالة العلمية في المغرب، ربما يجري على لسانهم ذكر القرويين؛ ظنا منهم أنها الوحيدة التي تمثل المغرب تمثيلا علميا.
وقد حاولت إفهامهم بأن القرويين كلية تمد فاسا وما إليها، والجامعة اليوسفية تمد مراكش والصحراء، إذ كثيرا ما يقصد أفراد تلك النواحي القاصية من المغرب الجامعة اليوسفية لتتميم دراستهم العليا”(12).
فالذاكرة المستثمرة والمهيمنة في عمل ابن عثمان الحجاجي هي الذاكرة التاريخية، إلى جانب مقولة الوظيفة الانفعالية التواصلية التي جسدها نزوعه ومحبته وتعلقه بالجامعة اليوسفية، وموقفه ممن يجادله وينكر فضلها.
ب- دور المحو ودفعه بالمطالبة بالإحياء :
إذا كانت مسيرة إنشاء الجامعة اليوسفية بمراكش، كما تقدم، قد ابتليت بالمعارضة والنكران من بعض الجهات، فقد لبثت رواسب تلك الأحقاد تطاردها ولو بعد حين من استتباب أمرها وتخرج ما شاء الله من أفواجها. فحلت بها سنة 1958 إجراءات إدارية نالت منها وقلصت من إشعاعها، وذلك بمحو واجتثات تعليمها العالي ؛ لتتراجع إلى مستوى ثانوية مكتفية بما كان لها من نفود على معهد الفتيات، وعلى رافدها الأصلي المتمثل في التعليم الابتدائي والذي سيتقوى صبيبه إلى الثانوي بقبول تلاميذ التعليم الحر والعام الحاصلين على الشهادة الابتدائية.
وبذلك الإجراء تقلصت المسؤولية الإدارية والتربوية لرئيس الجامعة. ولن يعاد له شيء من الاعتبار إلا بعد أن أسندت إليه عمادة كلية اللغة العربية التابعة لجامعة القرويين. وستصبح هذه المسؤولية عبارة عن توليفة مخيطة من مكون من جامعة القرويين ومن بقايا مذكرة بجامعة ابن يوسف. وباستقلال كلية اللغة بمقر خاص، هو جزء من دار الباشا، سيتزيل اللبس، وستتمحض ابن يوسف للتعليم الثانوي. ولم يغادر الطاقم الإداري والعلمي الجامعي تلك الثانوية إلا بعد أن اطمأن عليها، حيث اقترح على الوزارة إسناد إدارتها إلى أستاذ من خريجي الجامعة اليوسفية مشهود له بالعلم والأدب وحسن التدبير، والجدارة التربوية والمروءة، إنه الأستاذ إبراهيم الهلالي.
ومن الوصايا التي أسديت إليه من قبل الرئيس الرحالي الفاروق، كما أخبرني، المحافظة في جميع مراسلاته ووثائقه على اسم كلية ابن يوسف، وأن يوقع بها الصادر عنه ويوثق الوارد.
وبعد إحالة سيدي ابراهيم على المعاش ومشغلته الجديدة بالمحاماة، ستظل ذاكرته مستأمنة على الجامعة اليوسفية، التي كونته وكانت مصدر مجده العلمي والأدبي ، ومن وفائه لها أن جعلها من أهم همومه. ومن ثم سيحمل لواء الدعوة إلى إحيائها، ومسعاه هذا سيلقى عرضه واقتراحه استجابة من لدن مثقفي المدينة، من محامين وأطباء ومهندسين وعمداء ورجال التعليم من مختلف المستويات وشخصيات سياسية من مختلف الأطياف، ناهيك عن هيئات من المجتمع المدني.
وهذا الإجماع الذي حظي به اقتراحه آيل إلى وطنية الداعي إليه، وسلامة طويته، وصدقه وإخلاصه وزهده وعفته، فلم يتعلق عليه أحد بوصولية أو انتهازية.
ولإسماع صوت الحاملين لهذا الهم العلمي والتربوي النبيل سيتم تأسيس جمعية إحياء جامعة ابن يوسف في يناير من سنة 2000، وبعد سنة ستعزز بمنبرها؛ مجلة جامعة ابن يوسف. وسيتم انتخاب سيدي ابراهيم الهلالي رئيسا لهما معا. وعن طريقهما سينفتح المجال القانوني المنظم للإتصال وطرق أبواب مختلف المؤسسات والوزارات المعنية لإقناعها بمطلب الإحياء. ولا يكاد يصدر عدد من أعداد المجلة، التي بلغت 16 عددا، إلا ويتضمن ملتمسات ومذكرات ورسائل مفتوحة مرفوعة إلى هذه الجهة أو تلك، ناهيك عن مقالات ومباحث حضارية وثقافية قيمته بأقلام رموز الثقافة المغربية المعاصرة نذكر منهم ولا نستقصي الأساتذة الأجلاء: عبد الله ابراهيم، عباس الجراري، محمد بنشريفة، محمد بنشقرون، الحبيب الفرقاني، مالكة العاصمي، محمد بلقزيز، شوقي بين بين، وأحمد شحلان، ومولاي امحمد الخليفة …. إلخ.
وسنقف وقفة وجيزة عند تيمة ، أي موضوعة إحياء جامعة ابن يوسف، من خلال كتابات سيدي ابراهيم الهلالي وقد آثرناه بالنمذجة ؛ لأنه لم يكتف في الكتابة عن جامعة ابن يوسف بالمقالة والمقالتين، بل خصها بأعمال متكاملة وسنكتفي بتصنيفها مستفيدين من مقولة الذاكرتين اللتين وضحنا هما في مستهل هذه المداخلة .
فمن حيث الذاكرة المنفعلة القائمة على الحفر في المصادر التاريخية عن كل ما له علاقة بالجامعة اليوسفية نشير إلى عملين :
– جامعة ابن يوسف حضارة وتاريخ، المطبعة الوطنية مراكش 2002، عدد الصفحات 661.
– حضارة مراكش والإشعاع الفكري لجامعة ابن يوسف، المطبعة الوطنية، مراكش 2001، عدد الصفحات 441
ومن جهة الذاكرة الفاعلة التي تتصرف في الوقائع التاريخية وتجعلها خادمة لرؤيا فنية نذكر :
– يوسف بن تاشفين وتأسيس جامعة ابن يوسف بمراكش مسرحية شعرية تاريخية. المطبعة الوطنية بمراكش، الطبعة الأولى 2009.
ولاغرابة إذا تذرع بهذا الفن المسرحي لتبليغ مأساته، فالخشبة هي الركح المناسب الذي يتحدث فيه الموتى إلى الإحياء. ومما جاء في تقديم عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري لتلك الملحمة قوله : “… وحرص – الأستاذ ابراهيم الهلالي – كذلك على استحضار أرواح علماء الجامعة اليوسفية من مختلف العصور واستنكار محاولة القضاء عليها، والدعوة إلى إحيائها، وإعادة الاعتبار لها، غير ناس دور طلبتها في الكفاح من أجل استقلال البلاد وعودة ملكها الشرعي جلالة المغفور له محمد الخامس.
وعندي أن هذه الملحمة تعتبر إنجازا قيما في مجال المسرح الشعري، وأنا لا أستغرب صدوره من الصديق العزيز الأستاذ ابراهيم الهلالي المعروف بإنتاجه الفكري والأدبي الغزير، على حد ما سبق له أن نشر في ملحمته مراكش الخالدة في العصر الذهبي للعلويين.
كما لا أستغرب مواصلة دفاعه عن الجامعة اليوسفية، والعمل الدؤوب على استرجاع مكانتها، ورئاسة الجمعية القائمة على ذلك. ومع رجائي أن يتحقق هذا الاسترجاع” (13).
لقد ناضل محمد بن عثمان من أجل الاعتراف بالجامعة اليوسفية فتحققت وعرفت في عهده أوج ازدهارها وآتت أكلها. وبعد فترة متراخية جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فتراجعت ثم توارت ليأتي المرحوم ابراهيم الهلالي ليحمل لواء المطالبة الملحاحة بإحيائها، فنقلت جهوده وتضحيته شأنها إلى مستوى الرجاء الممكن التحقق، بعد أن كانت أمنية لا مطمع فيها، فهل ثمة من خريج وَفِي غيور يتمم المسيرة لتصل المساعي السابقة إلى مرحلة الفعل والإنجاز.

arArabic