استعرض برنامج “الشبكة” جملة مفارقات ساخرة طغت على المشهد السياسي والعسكري الإسرائيلي في ظل التصعيد الإقليمي، حيث رصد البرنامج تحولات تل أبيب من “المدينة التي لا تنام” إلى مدينة تعج بالملاجئ والصفارات.
وسلط البرنامج في حلقة (2025/6/20) الضوء على إعلان واشنطن افتتاح أول قنصلية أميركية في عمق 30 مترا تحت الأرض داخل أحد ملاجئ تل أبيب، في مشهد يعكس واقع العلاقة “الراسخة تحت الأرض” بين الطرفين، وتحوّل العمل الدبلوماسي إلى تجربة حياتية وسط صفارات الإنذار والغارات.
وفي إسقاط ساخر على تفاقم الوضع الأمني، أوضح البرنامج أن بعض الإسرائيليين باتوا يتلقون عروض عمل للتعليق على القصف الإيراني نظرا لخبرتهم المكتسبة ميدانيا، في حين عبّر السفير الأميركي عن صدمته من معايشة “تل أبيب التي لا تنام” تحت وطأة صفارات الإنذار وليس حياة الليل.
وسخر “الشبكة” من تنافس إيراني إسرائيلي على “جمال صور القصف”، حيث نشر الرئيس الإيراني صورا للقصف على المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، معلقا “أنا عملتها أجمل”، ردا على نتنياهو الذي علق بـ”أنا عملتها قبلك”، في تبادل كوميدي “للفوتوشوب الحربي”.
ولم تخلُ الحلقة من إسقاطات تمثيلية، حيث ظهر سوق شعبي صاخب بمزيج من اللغات العربية والعبرية والتركية في تجسيد لحالة التنافر داخل الملاجئ الإسرائيلية، والتي تحولت إلى بؤر توتر يختلط فيها الخوف بالتجارة والانهيار بالهروب.
ملاجئ سوبر لوكس
وفي ذروة المشهد التهكمي، استعرض البرنامج إعلانا وهميا لشركة إسرائيلية تعرض “ملاجئ سوبر لوكس” تتيح تجربة معيشة فاخرة تحت الأرض بميزات تشمل عزل الصوت وامتصاص القنابل، مع “إمكانية الانهيار الراقي” في حال تعرضها للقصف، باستثناء الصواريخ الإيرانية طبعا.
وأكد الإعلان الساخر أن هذه الملاجئ صممت حصريا لـ”شعب الله المختار” دون عمال أو عرب أو أفارقة، وجرى تشبيه انتشارها الواسع بعدد فروع شاورما “خربطس”، لتكتمل صورة “النجاة الانتقائية” في مواجهة الصواريخ الفوق صوتية والارتجاف الجماعي.
وعلى وقع هذا الهلع، تطرقت الحلقة إلى تطور مهارات المستوطنين في النوم على الأرضيات الإسمنتية وتجاهل الإنذارات، في وقت تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى تسويق ملاجئها كمرافق ذات “خدمة فندقية محدودة”، في مفارقة تحاكي تسويق الخوف كرفاهية.
المصدر: الجزيرة