الصفحة الرئيسيةثقافة \ أبحاث

جبران خليل جبران: صوت الحكمة الخالدة  

ترجمة : سعيد بوخليط

إنها اللحظة الفاصلة بين ثمالة الحياة واليقظة،الوميض الأول الذي يضيء مناطق القلب الحميمة،أول إشارة سحرية لامست الحبل الفضي لفؤادنا.

إنها اللحظة العابرة التي تهزم أمام الروح وقائع الزمان، وتكشف للعين تدابير الليل وكذا عمل الضمير.

لحظة،تميط اللثام للمستقبل عن أسرار السرمدية. هي مثل بذرة ألقت بهاعشتار إلهة الحب،ثم زرعتها عيون الحبيب في حقل الحب،بذرة أخصبتها المحبة وأنضجتها الروح.

تماثل النظرة الأولى للعاشق،الفكر الذي طفا على سطح الماء،هكذا تتجلى السماء والأرض حينما يتلفظ الرَّبُّ بهذه الكلمات : فليكن هذا.

لقد أتيتُ لأقول كلمة واحدة،وسأفصح عنها اليوم.لكن،إذا حال الموت بيني وهذا الأمر،فستُقال غدا،لأن غدا لن يتنازل عن أيِّ سرّ تضمنه كتاب  الخلود.

أتيتُ كي أعيش في حضن مجد الحب وكذا نور الجمال،إنها تجسيد للرَّبِّ.

أحيا على هذه الأرض،ولا شخص بوسعه طردي من مجالات الحياة.مادمتُأواصل وجودي حتى مع الموت، بفضل كلمتي المفعمة بالحياة.

جئتُ إلى هذا العالم، بهدف أن أكون من أجل الجميع صحبة الجميع.وما أنجزه حاليا تحت كنف العزلة، سيردد غدا صداه أفراد الحشد.

مايقوله اليوم فؤاد واحد،ستصدح به غدا آلاف القلوب.

هامش : Dandanjean :2 Aout 2021.          

arArabic