الصفحة الرئيسيةتعليم ـ جامعة

ديوان الزجال عبد الله الخفيري (رياح لجراح) : ممرات لحياة الرفض والقَبول

د . مولاي علي الخاميري / أستاذ جامعي – مراكش

الفرق بين الفنان المبدع وغيره من الناس هو التعامل مع الحياة من جهة الإدراك والتصور والفهم ، منا من يرى الحياة في توالي الزمان ، وتغير المكان ، ومنا من يراها في أفعال ووقائع ، ومنا من لا يبالي لكل المجريات ، ومنا من يرى ما وراء ذلك ، وتصبح الحياة عنده بحلوها ومُرِّها عبارة عن شنآن دائم ، وممرات موازية نحو التقليب والتأمل والتفكر ، والحوار والنقاش ، والقبول والرفض ، وبث الرؤى الذاتية ، واصطناع الحياة المفقودة ، وهذا هو الفنان المبدع إن أحسن الاستيعاب والتعبير ، وارتقى بالأسلوب المستعمل ، وتحولت معه الحياة إلى ممر إنساني مُكتَشَف ومُشَيَّد برغبات الآدمي ذاته ، يحيا عبره بأمان ، ويمكنه من أدوات التعلم والمواجهة والنجاح في نهاية المطاف.

الإنسان حُرِم خلود الأجساد ، وأُعطِي خلود الروح ، وما يتصل بها من أدوات دالة على العقل والعاطفة والخيال…..مما يعطيه فرصا متتالية للنزال المستمر المفيد بتَعدَاد فوائده المفتوحة ، وعلى رأسها الإفصاح عن أهمية الوجود ، وإعانتُه على التَمَكُّن من بناء عوالم خاصة به ، تُفَرِّدُه وتُكثِر نسلَه وآثارَه ، بالرغم من أن الحياة قصيرة المدى ، وتتطاول عليه بتكرار دائم ، وبالرغم من أن الفن والإبداع لا يصلان إلى نهايتهما المأمولة ، فيبقي التجاذب بين الطرفين قائما ما قام ذلك الوعاء المسمى وجودا ، وجرت تفاصيله بوعي وجمال ، وأثر مشع في النفس ، ومؤدي إلى نوع من الاستسلام بمفهومه الإيجابي ، المبني على فهم واقتناع مقرون بما يعادل الهدوء والانشراح .

مثل هذه الأفكار سيجدها القارئ في ديوان : ( رياح لجراح ) جاثية وجاثمة ومتحركة وناطقة بمكنون الإنسان وحقائقه ، وتَعَبِ رحلته المستمرة ، فما أكثرَ ندوبَه وآهاتِه وزفَرَاتِه الواقعية ولكن ما أحلى ما ينبجس عنها أثناء عملية الخلق والإبداع ، فالهواء العليل قد لا تشعر به كل النفوس المجتمعة ، ويبقى أثره مدركا ومتَميِّزا ودائمَ المُصاحبة لِعيِّنة قليلة من النفوس ، تستطيع أن تُخرِج من رحِمِها ما يضيف إلى الحياة ، ويحتفل بها ، ويُجَمِّلُها في عيون الناس ، والديوان المذكور من جملة ما يدل على كل ذلك وأكثر ، وبواسطة خطوط ممددة ومتمددة ما بين الظلام والنور ، الربح والخسارة ، الإقدام والإحجام ، الخوف والشجاعة ، الفرح والغضب ، الليل والنهار ، الفشل والنجاح…….هذه نتيجة تلك الخطوط في تواصلها وتفاعلها وتكاملها ، أما منطلقها فقد تنوع كذلك إلى ما هو ذاتي مباشر وضيق ، وذاتي فسيح بمقدار المجتمع الإنساني الكلي ، وذاتي غير مصنف ، وبعيد عن التِّيه وإن كان موقعه هو مفترق تلك الخطوط ، يأتي من الخارج الممزوج بكل تلاوين الحياة ، فلا يشعر إلا بما يجده في دواخله من أثر تعاقب الزمان ، وتبدلات المكان ، فيكتفي بوصف حيرته وصفا جيدا ، ويتخذ منهما سبيلا للخلاص والانعتاق والانطلاق في الممر الإنساني المطلوب والمحمود ، بثوابته الأصلية ، وبمعانيه الأصيلة ، والمؤثرة في كل النفوس .

الديوان في مجمل قصائده يطرح السؤال الوجودي المرتبط بمعاني الحياة ، فكلنا نعيش تلك الحياة بصيغ متعددة ، قد يتحقق فيها النجاح أو الإخفاق ، فيتحول الوجود معها إلى مجرد لحظة عابرة ، لا تُسعِف باليقين المطلوب ، ولا يحصل معها الرضى في أي موقع مع أية نتيجة ، مما يقود إلى الإحساس بِتِيه النفس ، وحَيْرَة العقل ، وإبهام الوجود ، فيكون لذلك أثرُه الوجداني الذي يُشعِل التفكير ، ويزيد من حرارته وقوته وحجمه وحِدَّتِه ، ويدفع إلى التطلع لرحلة البحث بتجذر يشبه بحث اللهفان عن الخلاص ، وعُمق خدود الوقائع الغائرة والمتناسلة في النفس……جميع ذلك يستوجب إعادة النظر ، ويحث صاحبَه على الانطلاق في رحلة البحث والتِّيهِ عن شيء مفقود ومرغوب ، لم يناله أي فرد مهما أوتي من أسباب ووسائل الحياة ، حضورُه يُشاهَد عبر آثاره مُعوَجّاً دائما ، ومائلا باستمرار ، ولعل هذا سيقودنا إلى خلاصة أولية تربط ما بين الديوان والإنسان في تاريخه ، وجراحه ، وأفراحه وأتراحه وآماله وخيالاته ، وطموحه واستمراره…..فالديون يتحدث عن الإنسان بصيغة المفرد والجمع ، وبنَبَرَات الوجود الظاهرة والخفية ، فكل إنسان سيجد نفسه في ديوان ( رياح لجراح ) بمقدار يعادل مقدار ما أدرك من الوجود ، وما مارس من وظائف الحياة ، وما تَعَلَّمَ منها ، وفَهِمَ عنها وتلك هي هُوِية الديوان الإبداعية ، وهي أساس تَوَهُّجِ قصائده وتنوع تأثيرها المتعدد ، مما سيشعر معه القارئ بلمعان فكري ونفسي متواصل ومتفاعل ومتكامل ، وسَيُخَلِّدُ صاحبه الخفيري بتفوق ملاحظ ، قَلَّ نظيرُه في زمننا الإبداعي المعاصر .

إذا رجعنا إلى الديوان ، وأردنا اختصارَه في سياقات دالة على ما أجملناه في السابق سنقف على مجموعة من المعطيات المُسعِفَة ، وعلى مضامين حية ، تعيننا على التتبع والفهم والجمع ، وهي كما فَهمتُها تكمن في ثلاث عناوين أساسية ، تجمع ما بين سياقات الحياة ، وخطوطها المتفرعة والمختلفة كالآتي :

1 – سياق الذات المباشر : نعني به نقطة الارتكاز الأولية ، وتقارن بما تقوم به العين المجردة حين تنظر إلى ملكوت الوجود ، تتلاقى في منظورها كلُّ الكائنات والأحجام والألوان والوقائع ، وعندما تسكن في النفس تتحول إلى لوحات ومواقف يلتقطها المبدع الحقيقي ليتكئ عليها في عملية الفهم والإدراك والتصورات التي تُكَوٍّنُ الهُوِيات والذهنيات ، ثم تتطور لتصبح دالة على معنى الوجود الذاتي المباشر ، ارتكازٌ أولي يؤدي إلى الرغبة في القفز والتغيير والاعتراض عبر رحلة الوجود المشعة في النفس .

من قصائد الديوان التي سنجد فيها معنى الارتكاز ، وحديثَ الذات المباشر أذكر : دمعة لفراق – قلمي والحرف – عذاب الحرف – عانيت وما زال نعاني – الكية سبابها انتيا – الكية جات م لجوار – لعشق رماني – سر الصرخة – حال واحوال – الكفة وما دير – رياح لجراح – داوي حالي .

القصائد السالفة تتحدث بلسان المتكلم المباشر ، أو بلسانه المستتر ، المتواري إلى الخلف ولكنه يبقى المُحَرِّك الوحيد لمَجرَيات المعاني المنسابة والمتدفقة من الأعماق بما يحيلنا على مفهوم الارتكاز ، والاستعداد للانطلاق ، واقتحام آفاق الوجود والنفس الرحبة .

لن أقف في التمثيل على مضمون كل قصيدة وإن كان هو المطلوب ، وهو المُعِين على الفهم والارتواء ، وسأترك للقارئ حريته بعد التحديد والإشارة ليطالع ويقف على ما يتلاءم مع أحواله ، فقد يكون في ذلك شفاء ومتعة له ، ويوفر له حيزا خاصا به ، وبدلا من ذلك سأضيف إلى علمه خاصية جديدة في قصائد الديوان ، وأرى أنها جميعها جديرة بالقراءة ، وتصلح للاستشهاد وإحداث فعل المتعة كما قلت بقوة من الارتكاز تختلف من قصيدة وأخرى ، فهناك قصائد أسميها بالأمهات ، وأعدها جامعة ومُرَكِّزَة للمعنى ، وذاتَ الألوية عندي في عملية القراءة بسبب أنها تَمُدُّنا بأهمِّ ما في الديوان من مميزات إبداعية ، تجمع ما بين المبدع والقراء ، فهي تُعَرِّفنا بأحواله أثناء الإبداع ، وتمنح للقارئ توافقا ، ينظم عملية القراءة بتواتر وزخم ونشاط ، وتُوقِفُنا على ذروة القول الإبداعي .

مثال ذلك على السياق المباشر قصيدتان بعيدتان في صفحات الديوان ، وقريبتان في خاصية التكامل ، وإبراز المعنى الأشد ، يقول الخفيري في قصيدة : ( عانيت وما زال نعاني – ص : 53 ) :
بغيت نجي عندي
توحشت راسي
نحس بروحي
نحكي ليها حزاني
فين أنا وفين داتي
فين حبي وفين اشواقي……

ويقول في قصيدة : ( حال واحوال – ص : 77 ) :
حالي هذا في كل زمان
نكتب نكول ديما لمثال
حتى كالو علي فنان
موهبة الله فاللسان
رزقها ليا ننعم بها
نعبر بها على ما فيا
ونقول حتى على اللي شفتو
بحالي فالحال يمكن فتو……

اختصار لموقف تَنَقَّلَ المبدع الزجال معه ما بين الحَيرة واليقين ، أو ما يشبهه ، وهو نوع من الحلول الأولية التي توصل إليها ، وساقها للهروب والنجاة من مخالب الحَيرة ، وأثر التِّيه ، وحسنا فعل الخفيري حينما اكتشف في دواخله نعمة اللسان ، وانطلق عبرها في تدبيج الآراء ، ورسم لنا فضاء مأمولا ، وأشار فيه بالحلول المُمكِنة لفهم الوجود .

2 – سياق المجتمع : المبدع الحقيقي لا يكتفي بذاته فقط وإنما يوسع من دائرة حضوره ووجوده ، فلا يمكن أن يبقى محصورا في نفسه ، وإلا تحَوَّلَ الإبداع إلى إعجاب مجرد من الفوائد والتأثير والامتداد ، بالإضافة إلى أن المبدعين يلجؤون إلى صور واقعهم ، ووقائع الإنسان بمفهوم التاريخ الفسيح ليُعَبِّروا عن مدى وعمق تفكيرهم وإبداعهم ، وليصلوا حلقات الإبداع ببعضها كما ينبئنا بذلك ديوان الخفيري .

في هذا الجانب سنقف على مجموعة من القصائد الجديدة ، والمختلفة عما سبق ، وعما سيأتي من ناحية معنى الارتكاز ، وأدوات الإبداع المستعلمة ، والقصائد المقصودة بالكلام هنا هي : البوهالي – الغضبان – فين أيامك – لميمة – الكذاب – زغبي ليام – المكتوب ما عليه هروب – مراكش بهجة لبهوج – الصحبة الملغومة – صوك بالمهل – الله يصلح لجيال .

يمكن للقارئ أن يدلي بمجموعة من الملاحظات المتوافقة مع ما تقتضيه صورُ المجتمع وحضورُها في أي إبداع ، وما يهمنا الآن هو ديوان ( رياح لجراح ) فأول شيء لافت في القصائد السالفة هو وجود مسافة بين ذات المبدع وأقواله الإبداعية ، فلم تعد نبرة الذات المباشرة حاضرة بقوة الحيز الأول ، ثم إنها غاصة بمحتويات ومفردات تدل على الحياة المجتمعية بشقيها الإيجابي والسلبي ، توهم القارئ غير الخبير بأن المبدع تحول إلى مجرد لاقط للصور المنتشرة على بساط الحياة ، وهو وحي كاذب وزائف ، فالمبدع هو هو وقد تعالت قريحته ، واشتد أوَارُها ، وخلعت رِداءَها على ما في المجتمع من صور الجمال والقبح .

في هذا الحيز سنجد قصائد أساسيات أخرى ، وما سميته سلفا بالأمهات ، أي تلك الذي بلغ فيها المجد الإبداعي مداه الغائر والبعيد ، ومن أمثلته قصيدتان كذلك ، يقول الزجال في قصيدة : ( زغبي ليام – ص : 46 ) :
قلَّت الدين والتشمكير ولاو موضة
لهبال سهال ولحماق ولاَّ بالجودة
منو نسجو لحرير كيف الدودة
جنحو وطارو ف زمان الفوضة……

ويقول في قصيدة : ( الصحبة الملغومة – ص : 72 ) :
آش بلاني بهم
حتى درتهم اصحاب ؟
خلاوني مهموم
خرجو وجرو الباب…

كلا القصيدتان تحمل هما ولوما خاصا بها ، الأول انطلق من المجتمع واستقر في النفس ، والثاني خرج من النفس وطاف الآفاق ، واتفقا معا في حصول الألم الداخلي بدرجات واحدة في العمق والرفض والتيه والنفور……

3 – سياق الذات عندما تنفصل عن الزمان والمكان : من خصائص الإبداع الأصيل أن يجد القارئ تطورا ملحوظا داخل الديوان الواحد ، وما بين كل إصدار وآخر ، ولِمَ لا ما بين كل قصيدة وقصيدة ؟ .

فإذا كان المبدع لا يمكن أن يختزل مسيرة إبداعه في لحظة واحدة ، أو في لحظات متقاربة ومتشابهة ، فمن حق القارئ عليه أن يُمَكِّنَه من المعنى بأدوات الذات المتنوعة ، وأن يساعده على الوقوقف عليها بسلاسة تُترجم لنا أحجامَ ومقاديرَ تلك التفاوتات كما حدثت في نفسية الشاعر أو المبدع بصفة عامة ، فبفضل هذه الخاصية استطعنا أن نميز في ديوان الخفيري ما بين ثلاث سياقات أساسية ، وصلنا فيها الآن إلى السياق الأخير الذي يعبر عن نوع من التسليم الفكري والفلسفي ، وكأن قُدرة الإنسان قد انتهت ، أو بلغت الحدود المحددة لها ، وأصابه ما أصابه من تعب الكَدِّ والعمل ، وهو ما عبرت عنه باصطلاح مفترق الطرق ، فالحياة مليئة بمثل ذلك الإحساس ، والحياة في ذاتها لا تساعدك بمفردها على فهم الوجود ، والإنسان جزء منه ، وتجري عليه تلك الأحكام فيجد نفسه في مفترق طريقه ، أو طرقه ، وكذلك أحس وفعل الزجال المبدع الذي تميز بقدرة واضحة في التعبير عن أحاسيسه المبعثرة ، وعن تسخيره لتلك الأحاسيس وفق رؤيته ، وهذا ما يميز المبدع عن غيره ، وما يحسب له وحده مقارنة ببقية الشخوص .

من عناوين قصائد الدلالة المشظية والحائرة ، وكما قلت يشوبها شيء من الاستسلام الوجودي الجميل نذكر القصائد التالية : الدايم الله – ضاق الحال – حكايتي مع الصديق – الصبار ليه الله – شكون أنا – رضيت بالحال – الغدار – بريح الزمان عطر لكلام – دنيا يا دنيا – رماح الغرام .

وبالمباشر سأحيل القارئ على أمهات هذا الحيز الدال على الرفض والقبول ، على السلب والإيجاب ، وأكرر على نوع من الاستسلام المستند على الأمل في التغيير والإصلاح والنجاة ، يقول الخفيري في قصيدة : ( بريح الزمان عطر لكلام – ص : 59 ) :
يا لمزيَّر لقفال رخف
غربل لكلام آش هذا الحالة
صبيب الما بدا يجف
رد بالك السوايع بدالة
يالغادي زربان لا ترجف
حل عينيك زَوَّل الجلالة
الوقت صعيب لازم تعرف
سيف بَتَّار بلا مقالة……..

ويقول في قصيدة بعنوان : ( دنيا يا دنيا – ص : 69 ) :
دير الخير ونساه
ف دنيا عجيبة
رجع ليه تلقاه
وخا قاسية وغريبة
مشات تقطع السناسل
جات تجي بسبيبة…..

تعجبني مثل هذه الأحاديث ، وأرتاح إليها كثيرا ، وأعُدُّها ثمرة تجربة فائرة ، وخلاصةَ حياة متوترة ومتتبعة للتفاصيل ، فالنفس تألفها وتنشرح بمآثرها وآثارها ، وتوفر لها نوعا من الحلول المُفضِية إلى الشعور بقليل من الراحة الوجودية ، كما أنها تفتح أمامها فرصا للخلاص والهروب والتحليق فوق الجراح وآثامها المختلفة ، فما أجمل وأبلغ قول الزجال الخفيري عن الدنيا : ( مشات تقطع السناسل – جات تجي بسبية ) فمَن منا لا يشعر بحلاوة القول ، ولا يطرَبُ لدلالته ، ومَن منا لا تنطبق عليه قواعده ومَجرَياتُه كما أدركهما شاعرنا ، ولخصهما لنا في عبارتين قليلتين لفظيا ، ومتمددتين امتداد الزمكان كله ، إنه خرق واختراق لكل الحدود المُطَوِّقة لعنق الإنسان في حياته ووجوده ، ولو لم يقل الزجال الخفيري غير العبارتين المذكوريتين لكفاه أن يُذكر ، ويُعتَدَّ به ، ويُستدرَج على رأس قائمة الزجالين المعاصرين ، فكيف والحال أن ديوانه حافل بمثل تلك المواقف والتعبيرات ، وطافحٌ بثمار تجارب مشتعلة في النفس ، أثرها الوجودي ملموس ومحاورتها طويلة وغير متكافئة العناصر والمضامين ، تشبه معارك النصر بالرغم مما فيها من فقد وإيلام وقساوة نتيجة قوة الخروب ، ومع ذلك لا تحتفظ الذاكرة إلا بالفرحة النهائية للفوز الخالد كخلود معاني الحياة والوجود كما صورهما الزجال الخفيري في ديوانه : (رياح لجراح ) فلله دره ، فقد أتحفنا ، وانتصر لعموم الإنسان ، وذَكَّرَنا بقدراته الهائلة ، وأفلح في مسعاه الإبداعي ، وفي ديوانه : ( رياح لجراح ) وننتظر منه المزيد من العطاء والتجويد .

arArabic