الصفحة الرئيسيةثقافة \ أبحاثملفات خاصة

هل تعلم أن مراكش خصصت مؤنسا للمرضى ليلا

يجهل أغلب سكان الأحياء المحدثة كل شيء عن مؤنس المريض، خاصة وأن هذه الوظيفة المتميزة انتهت دون أن تتعرض لتفاصيلها أقلام المؤرخين بمن فيهم المهتمون بمجالات الأحباس والمؤسسات الدينية.

ولا يجد سكان الأحياء العتيقة جوابا للتغيير الذي طرأ بصوامع المساجد فيما يخص الخيرات التي كانت تتلى يوميا بعد منتصف الليل وإلى غاية وقت آذان الفجر .

لقد كانت جوامع الأحياء العتيقة تعتمد رجالا تتوفر فيهم شروط دقيقة، أهمها الاستقامة، حسن الصوت جودة الإلقاء، الاستطاعة البدنية والقدرة على السهر كل ليلة .

ومن مختلف المآذن كانت تبعث أصوات مريحة تستمر الساعات الطوال . وتعبر تسمية مؤنس المريض عن مدلولها، حيث أن القراءات الليلية، وبأصوات متميزة كانت من أجل المرضى الذين يتألمون ويتعذبون فيجدون بجانبهم مؤنسا بصوت حنون يجعل المريض في حالة خشوع تزيد من قوة إيمانه بالله وتخفف عنه من حدة الألم.

وكان للمساجد القريبة من بعض المستشفيات الرئيسية کمسجد مولاي اليزيد بالنسبة المستشفى ابن زهر المامونية) أهمية بالغة في التخفيف عن المرضى وملء وحدتهم الليلية .

ولذلك ضمنت أسماء بعض المؤذنين خلودا بعد مماتهم، كما هو الحال بالنسبة للسيد عبد السلام مؤذن مسجد مولاي اليزيد رحمة الله عليه، بحيث أن سكان الحي لازالوا ينادون على ابن الفقيد وخلفه في نفس

 وإننا إذ نتأسف لتوقف الظاهرة كيفما كانت مبرراتها نتساءل عن السبب الحقيقي في إلغاء وظيفة مؤنس المرضى ما دامت هناك أحباس خصصها أصحابها لهذه المهمة الدينية والإنسانية المتميزة.

arArabic